{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49)}{فاصبر} يقتضي مسالمة للكفار، نسخت بالسيف {وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الحوت} هو يونس عليه السلام وسماه صاحب الحوت، لأن الحوت ابتلعه، وهو أيضاً ذو النون، والنون هو الحوت، وقد ذكرنا قصته في الأنبياء والصافات، فنهى الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يكون مثله في الضجر والاستجعال، حين ذهب مغاضباً، وروي أن هذه الآية نزلت لما همَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على الكفار {إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ} هذا آخر ما جرى ليونس ونداؤه هو قوله في بطن الحوت. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت م الظالمين، والمكظوم الشديد الحزن {لَنُبِذَ بالعرآء وَهُوَ مَذْمُومٌ} هو جواب لولا، والمنفي هو الذم لا نبذه بالعراء، فإنه قد قال في الصافات {فَنَبَذْنَاهُ بالعرآء} [الصافات: 145] فالمعنى لولا رحمة الله لنبذ بالعراء وهو مذموم، لكنه نبذ هو غير مذموم، وقد ذكرنا العراء في الصافات.